6 أيار 2016 – احتفل برنامج “بلدي” لبناء التحالفات للتقدّم والتنمية والاستثمار المحلّي، المُموَّل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان(USAID)، والمُنفَّذ من قبل مؤسسة رنيه معوض، بإتمام الدعم المُقدَّم من الوكالة لإنشاء حديقة عامة ومركز للمهرجانات والنشاطات الاجتماعية والثقافية في كوسبا- قضاء الكورة.
وقد حضر حفل الافتتاح السيد نبيل موسى ممثلا نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري، النائبان فادي كرم ونقولا غصن، الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض ميشال معوض، مديرة بعثة الوكالة الاميركية للتنمية في لبنان كارولين براين، قائمقام الكورة كاتي الكفوري، رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، رئيس بلدية كوسبا عقل جريج، مدير عام مؤسسة رينه معوض نبيل معوض، ممثلون عن لجنة “كوسبا الغد” ومركز التنمية والديمقراطية والحوكمة (CDDG)، إضافة الىرؤساء بلديات وممثلي احزاب.
بداية النشيدين الوطني اللبناني والاميركي، ثم كلمة ترحيب من مديرة التواصل في مؤسسة رينيه معوض – برنامج “بلدي” ليندا خليفة. بعدها ألقت السيدة ليديا فرح كلمة بلدية كوسبا ومما جاء فيها:”منذ ست سنوات إجتمعنا، نساءً ورجالاً، على هدفٍ واحدٍ مشترك هو “إنماء كوسبا”. لم نتخذ الإنماء شعاراً نرفعه في زمن الإنتخابات، بل جعلناه هدفاً وضعناه نصب أعيننا وسعينا الى تحقيقه منذ اليوم الأول، وفي كلّ جلسة، وعند اتخّاذ كلّ قرار في المجلس البلدي. إنهبرنامج عمل، أردنا من خلاله الإرتقاء بكوسبا الى مستوى عالٍ من التقدّم والتنمية الإجتماعية يليق بها وبأهلها وبتاريخها العريق”.
تابعت:”اليوم وقبل أيام قليلة على إنتهاء السنوات الست من عمر مجلس بلدية كوسبا، جئتم من كوسبا والشمال ولبنان والولايات المتحدة الأميركية لتشهدوا معنا وتشهدوا لنا على تحقيق حلمٍ لطالما راودنا هو إنجاز هذا الصرح البيئي الإجتماعي الترفيهي والثقافي الفريد من نوعه في هذه المنطقة ألا وهو “حديقة كوسبا العامة”.
أضافت:”قبلنا، وُعد أهل كوسبا مرات عدّة بإنجاز هذه الحديقة وشاهدوا وضع حجر أساس فوق حجر أساس، وبقيت الأحجار كما هي وغاب الأساس. أما اليوم فقد أصبح للأساس معنى يضّج بأصوات الصغار وفرحهم وضحكات الكبار وببريق عيون زوّار هذه الحديقة وقاصديها.”
وختمت فرح قائلة:”للأمانة لم يكن هذا المشروع ليتحقّق، ولم يكن الحلم يُصبح حقيقة لولا الشراكة الثلاثية الناجحة التي قامت بين المؤسسات المانحة المتمثلة بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID ومشروع بلدي، والمؤسسات غير الحكومية كمؤسسة رينيه معوض العريقة والسلطة المحلية المتمثلة ببلدية كوسبا. هذه الشراكة أنتجت هذا المشروع الذي احتلّ المرتبة الأولى متفوّقاً على باقي المشاريع الفائزة ببرنامج “بلدي”، وأثبت أنه بالإمكان القيام بمشاريع إنمائية نوعية في كوسبا تستمر لأجيال وتخدم تطلّعات الناس.”
بعدها كانت كلمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض الأستاذ ميشال معوض ومما جاء فيها:”لبنان يا أخضر حلو” هكذا غنت السيدة فيروز لبنان. هذا اللبنان الذي نخسره من كثرة ما شوهناه بالبنيان العشوائي، والكسّارات والنفايات وكافة الجرائم الموصوفة التي نرتكبها بحق بيئتنا وهويتنا. ان المشروع الذي نفتتحه اليوم هو ترجمة للعلاقة العضوية الموجودة بين الحفاظ وحماية تراثنا وبيئتنا ومساحاتنا الخضراء، ونحن تربينا على مقولة “الكورة الخضراء” وبين التنمية المستدامة.
كيف؟صحيح أننا نفتتح اليوم في كوسبا حديقة مجهزة للعائلات والاطفال كما من المفروض أن يكون في كل بلدة وكل حي من مدن لبنان. ولكن أهمية هذه الحديقة أنها تتضمن أيضا مركزا للمهرجانات الاجتماعية والثقافية”.
تابع:”هذا المشروع المتكامل سيخلق من جهة فرص عمل (حوالي 10 وظائف لادارة المشروع)، ومن جهة ثانية سيؤمّن مداخيل اضافية لأهالي كوسبا، ان عبر النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي ستنظم في المركز كسوق بيع المنتوجات المحلي، او حتى عبر زيادة الحركة في المطاعم والمحلات التجارية المحيطة. وهكذا نكون نترجم العلاقة بين البيئة والتراث وبين التنمية المستدامة.”
وأضاف:”هذا المشروع هو أيضا انجاز جديد لبرنامج بلدي، الذي انطلق سنة 2012، والممّول من الوكالة الاميركية للتنمية USAID والذي عبره يتأمن هبات لـ60 مشروعاً في لبنان من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، الى جانب تدريب وتمكين أعضاء المجالس البلدية والجسم الاداري .
ان برنامج “بلدي” قائم على شراكة ثلاثية بين المؤسسات الدولية المانحة USAID التي تؤمن التمويل من جهة ، والتي قدمت 243 ألف دولار أميركيلمشروع الحديقة العامة في كوسبا، والمؤسسات غير الحكومية اللبنانية من جهة ثانية،وفي هذه الحالة مؤسسة رينه معوض التي تقدم خبرتها الواسعة في تنفيذ وانجاح هذا النوع من المشاريع.ومن جهة ثالثة السلطات المحلية المتمثلة في هذا المشروع ببلدية كوسبا بالتعاون مع لجنة “كوسبا الغد” و”مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة” .CDDG
وأكد معوض:”ان السلطات المحلية هي الركيزة الاساسية التي ينطلق منها برنامج بلدي، ومشروع الحديقة العامة في كوسبا انطلق من فكرة قدمتها البلدية ومعها الجمعيات المحلية والبلديات الذين هم اكثر من يعرف حاجات بلداتهم ومجتمعهم. وبلدية كوسبا نجحت بتقديم مشروع تم اختياره من بين 11 مشروعاً من أصل 105 مشاريع تنافست عليها بلديات من كل لبنان.
ان نجاح هذا البرنامج يؤكد على حقيقة معتمدة في العالم كله الا في لبنان، وهي ان البلديات والسلطات المحلية يجب ان تكون ركيزة السياسات الانمائية وليس الدولة المركزية. وحجّة أن البلديات غير قادرة وغير مجهزة تسقط كل يوم على أرض الواقع. فالبلديات والسلطات المحلية هي القادرة شرط ان يكون هناك ارادة حقيقية للاستثمار بتدريبها وتمكينها. وللاستثمار بالسلطات المحلية لتكون الاساس في الانماء، يجب وضع قدرات متواضعة ومتواضعة جدا مقارنة بالارقام الخيالية التي تهدر كل يوم لتمويل الفشل والشلل والفساد على مستوى السلطة المركزية .ان مبلغ243 ألف دولارينفذ مشروعا نوعيا في بلدة مثل كوسبا، في وقت مئات الملايين من الدولارات تصرف والنفايات بعدها على الطرقات والكهرباء لا تزال تخضع للتقنين.”
وشكر معوض كل من ساهم في انجاح هذا المشروع مؤكداأن “اللامركزية هي الطريق الوحيد لوضع حد للفشل والفساد وتقاسم الجبنة وحتى النفايات في الدولة المركزية.واللامركزية هي السبيل الوحيد للانماء والشفافية والمحاسبة.” ولفت الىان “رسالة مؤسسة رينه معوض هي رسالة عابرة للحدود والاصطفافات السياسية والمناطقية والطائفية، وهي مؤسسة للبنان، كل لبنان.”
وختم قائلاً: “اسمحوا لي أن انحني لأذكر شابا وصديقا وزميلا في مؤسسة رينه معوض يعرف المعنيون كم ان له فضلاً في انجاح هذا المشروع، ولكن الارادة الالهية شاءت ان ينتقل من بيننا وان لا يكون معنا اليوم. تحية لروحه، انه المحامي طوني يونس.”
بعدها كانت كلمة مديرة بعثة الوكالة الاميركية للتنمية في لبنان السيدة كارولين براين ومما جاء فيها:”يسرني أن أفتتح هذه الحديقة العامة التي ستجذب الزوار من لبنان ومن كل انحاء العالم ليروا هذا المنظر الجميل وهذه الثقافة الفريدة،والتي ستجعل لبنان مكانا مميزا جدا ليزوروه وليستفيدوا من هذه التجربة المميزة.”
أضافت:”ان الجهود المبذولة اليوم ستسلط الضوء على التعاون القوي والفعّال بين المجتمعات المحلية والبلديات مما يخدم المواطنين بشكل أفضل، ولطالما كانت الولايات المتحدة رائدة في دعم المجتمعات المحلية، لأنها تؤمن أن المجتمعات المحلية هي الوحيدة القادرة على ايجاد حلول محلية لمشاكل المواطنين، وتؤمن بدور البلديات الاساسي في الجمع بين مختلف الشركاء لبناء شراكة حقيقية من أجل التنمية الاقتصادية المحلية. وبالفعل ان الخدمات لا يمكن ان نؤمنها للمواطنين بشكل افضل الاّ عندما نجمع بين الموارد والخبرات والتمويل والبنى التحتية. ولكن كما تعرفون أن المجتمعات المحلية في لبنان تواجه العديد من التحديات التي تعيق جهود التنمية الاقتصادية، وهي تتطلب ايضا دعما اساسيا لتقديم هذه الخدمة الاساسية. وهي بحاجة الى المهارات والموارد والادوات من أجل تعزيز بيئة اعمال ناجحة وشراكة مجتمعية ناجحة. ولهذا السبب استمرينا ومنذ عقدين بدأت الحكومة الاميركية رحلة طويلة مع المجتمعات المحلية من أجل انجاز التقدم المطلوب. ونحن نؤمن بأن هذه هي الطريق الفعالة التي نعطي فيها الشعب الادوات اللازمة ليخططوا من اجل مستقبلهم ومجتمعاتهم.”
وتابعت:”عبر مشروع بلدي الممول من الـUSAID،نريد أن نقدّم الدعم للمجتمعات المحلية لتستطيع أن تخطّط وتنفّذ هذه المشاريع التنموية الاقتصادية. وقد استثمرت حاليا الـUSAIDحوالى المئة وستة وستين مليون دولار من أجل مشاريع النمو الاقتصادي، وهذا من شأنه أن يزيد من قدرات المجتمعات المحلية، ويفتح أيضاً فرصاً من أجل توظيف المواطنين اللبنانيين.كما من شأن هذا المشروع أن يعزّز السياحة الريفية التي برهنت انها اساس في الاماكن الريفية وتؤدي الى ازدهار محلي، وتحسّن من سمعة الشمال والسياحة في لبنان.”
وختمت براين شاكرة للجميع جهودهم في انجاح هذا المشروع، مثنية على “جهود بلدية كوسبا والمجتمع في هذه البلدة لانهم شركاء حقيقيون في انجاح هذا المشروع. واجتماعنا اليوم يظهر ان هذه المبادرات اذا حصلت على دعم كامل، من شأنها أن تحسن الشراكة مع المجتمعات المحلية. ونأمل ان ترسم هذه المشاريع أجندة التنمية في لبنان. فنجاح مشاريع التنمية المحلية من شأنها أن تعزّز أهمّية المواطن اللبناني وأن توصل صوته الى الحكومة المحلية. ولهذا السبب فإن الولايات المتحدة يسرّها ما قام به المواطنون اللبنانيون في بيروت والبقاع والهرمل حيث سنحت لهم الفرصة في أن ينتخبوا المجالس البلدية وهذا من شأنه ان يحسّن حياتهم ومجتمعاتهم. فالتزام المواطن بشكل فعال في بلدياته لهو دليل على الديمقراطية التي ينبغي ان يحافظ عليها ويعززها الشعب اللبناني”.
وختاما تم افتتاح الحديقة، وقام الحاضرون بجولة على الحديقة التي عرضت فيها لوحات للفنان اندريه كالفيان.وأقيم أول مهرجان وهو معرض “سوق الربيع للزهور والمنتجات المحلية” على مدى يومين والذي عرض فيه المنتجات المحليّة الصنع لروّاد الأعمال من كوسبا.