لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظمت مؤسسة رينه معوض ندوة بعنوان “نساء رائدات من لبنان” تمحورت حول دور المرأة الريادي في المجتمع اللبناني وتضمّنت مداخلات لنساء برزن في مجالهنّ وهنّ كارما إكمكجي، مستشارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري للشؤون والعلاقات الدولية، رلى حطيط، أول كابتن طيّار امرأة في لبنان، والصحافية جنى الدهيبي. عقدت الندوة التي أدارتها الدكتورة جوزيت معوض في مسرح بيار فرشخ، في المبنى البلدي في زغرتا، بحضور مدير عام مؤسسة رينه معوض، نبيل معوض، قائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي، وفعاليات اجتماعية وثقافية وتربوية.
استهلّ الحفل بكلمة لرئيسة مؤسسة رينه معوض، الوزيرة والنائب السابق، نايلة معوض ألقتها الدكتورة حسناء معوّض طانيوس: “لليوم العالمي للمرأة هذه السنة وقع مختلف، إذ يأتي بالتزامن مع تعيين أربع وزيرات في الحكومة الحالية، إحداهنّ أول امرأة تتولى وزارة الداخلية في العالم العربي. أمّا في الانتخابات النيابية الماضية، فبلغ عدد النساء المرشحات 111 مرشحة مقابل 6 نساء فقط ترشحن سنة الـ1992. لا شكّ أن في ذلك إنجاز كبير نحو المشاركة الفعلية للمرأة في الحياة السياسية، وفي الحياة بشكل عام. لكن الطريق لا تزال طويلة، والعمل على تمكين المرأة يتطلّب جهدًا كبيرًا.
لطالما كان تمكين المرأة في صلب مشاريع مؤسسة رينه معوض، أيّا كان مجال عملها: سواء في الزراعة أو الصناعة أو الإدارة أو في غيرها من المجالات. أؤمن أن للنساء اليوم الثقة والقوة الكافيتين لكي تترشح منهن ١١١ امرأة للانتخابات النيابية. النساء في كل المجالات يحققن أنفسهن على الأصعدة كافة. وأنا اليوم أدعو النساء لتصنعن التغيير مهما كان بسيطًا سواء في البيت مع العائلة، في القرية، في العمل، في البلد، في الموقع التي هي فيه أيا كان هذا الموقع. كل امرأة من هذه النساء هي نموذج للنساء في محيطها، نموذج أن القدرة على الحلم ممكنة، وأن “كل يوم يومِك”.
ثم ألقت كريستيان سابا، خبيرة في مجال التنمية الاقتصادية لدى مؤسسة رينه معوض وناشطة في مجال حقوق المرأة، كلمة تحدثت فيها عن تجربتها في العمل في هذا المجال ما بين أستراليا حيث ولدت وعاشت وبين لبنان، بلدها الأم الذي قررت العودة إليه إيمانا منها بضرورة صنع التغيير.
من جهتها، ركّزت كارما إكمكجي في مداخلتها على دور المرأة في صنع التغيير، وعلى دور الرجل في دعم المرأة من خلال اعتبارها شريكة أساسيّة له. بحسب إكمكجي، تعيش المرأة في وهم كبير لو ظنّت أنها قادرة على المضي قدمًا بدون دعم الرجل لها.
أمّا الكابتن رلى حطيط، فاعتبرت أنّ كسرها للحواجز من خلال كونها كابتن امرأة لم يكن ليتحقق بالكامل لو لم تتعمّم التجربة مع نساء أخريات، كما هو الحال اليوم. خلال أول رحلة قمت بها منفردة، شعرت برهبة معيّنة لكنني ما إن أنهيت مهمّتي هذه حتى شعرت أنّ الخبرة التي اكتسبتها في الـسنوات الماضية حلّت محلّ الشعور بالرهبة.
بدورها، تحدثت جنى الدهيبي عن مسيرتها في العمل الصحفي وعن دور الإعلام في التعاطي مع القضايا المتعلقة بحقوق المرأة، وبالتعاطي مع النساء الناجيات من العنف أو الضحايا. كما تحدثت عن تجربتها الشخصية كأم عزباء لطفلة تبلغ من العمر سبع سنوات، وكامرأة تزوجّت في السابعة عشر من عمرها، أي في سن مبكرة. وفي هذا السياق، دعت جنى الدهيبي إلى إقرار قانون يمنع زواج القاصرات ويحدّد سنّ الزواج بالثامنة عشرة.
في الختام، تسلّمت كل من النساء الثلاث درعًا تكريميّا من قبل مدير المؤسسة السيد نبيل معوض وقائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي. تلا النشاط حفل كوكتيل.