27 كانون الأول 2016 – أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض ميشال معوّض “أن النظام المركزي فشل في تأمين الانماء”. ورأى أنه حان الوقت لتفعيل اللامركزية لأن الانماء الفعلي لا ينطلق الاّ عبر تفعيل البلديات والسلطات المحلية كما هو الحال في كل الدول المتطورة في العالم.
كلام معوّض أتى خلال تدشين “مؤسسة رينه معوض” وبدعوة من بلدية سير وبالشراكة مع مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين UNHCR مشروع “انشاء خطّ صرف صحّي”، ضمن اطار برنامج “المساعدة الطارئة في المياه والصرف الصحي للنازحين السوريين والسكان المتضررين في طرابلس /T5، المموّل من قبل مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين.
وقد حضر المناسبة الى جانب الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض ميشال معوض، السيد ايلي هلال ممثلا المفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، رئيس اتحاد بلديات الضنية الاستاذ محمد سعدية، رئيس رابطة المخاتير المختار ضاهر بو ضاهر، رئيس بلدية سير الحج أحمد علم، وعدد من رؤساء البلديات، والفعاليات التربوية، الاجتماعية، ومدراء مدارس وممثلين عن الاجهزة الأمنية وحشد من أبناء البلدة.
بداية، النشيد الوطني فكلمة مقدمة الاحتفال شانتال شحاده ثم كلمة رئيس بلدية سير الحج أحمد علم الذي وبعد أن توجه بالمعايدة الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا”، قال: “إننا نجتمع اليوم على شرف الأستاذ ميشال معوض لنشكره باسمي وباسم جميع أهلنا في سير الضنية على مساعدتهم لنا في مشروع حيوي مهم لمنطقتنا وهو مدّ الصرف الصحي الذي يأتي ضمن مشروع الاوتوستراد الذي يمر بسقي سير.”
وأوضح أن هذا الاوتوستراد كان مجلس الانماء والاعمار سينفذه من دون معالجة للبنى التحتية وسيؤدي ذلك الى مشاكل بيئية، فبادرت مؤسسة رينه معوض الى تنفيذ المشروع وقامت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين بتحمّل تكاليف مدّ الصرف الصحي في مشروع الطريق الذي يمرّ على اوتوستراد سقي سير.”
وقال: “إن هذه المساعدة التي قدمتها المؤسسة للبلدة ليست الاولى، فاليد الممدودة للخير يتوارثها الابن عن أبيه الشهيد رينه معوض فخامة رئيس الجمهورية ووالدته معالي الوزيرة نايلة معوض”.
وختم علم، بعد أن لفت الى المشاريع التي نفذّت خلال السنوات الست الماضية والمشاريع المقرر تنفيذها، متوجها الى معوض قائلا: “الصديق ميشال معوض وفقك الله في مسيرة الرئيس الشهيد رينه معوض الوطنية والسياسية وفي متابعة الدور التاريخي للعائلة.”
سعدية
كما كانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية: “أتشرف مع زملائي باستقبال ليس ضيفا بل من أهل البيت له مكانة خاصة عندنا بصفته الشخصية والمعنوية. صديق وابن بيت صديق للمنطقة كلها لم يفرق يوما” بين شخص وآخر انما عمل ضمن خطة استراتيجية الانماء فنجح. لم يعمل وفق معطيات معينة انما وفقا لتخطيط مستدام يبقى من خلاله أي مشروع مستداما مدى الحياة. كل المشاريع التي نفذّتها مؤسسة رينه معوض هي بصمات بقيت أبد الدهر ليس في الضنية فقط وانما في كل لبنان. لقد تعاملوا مع معظم المؤسسات الدولية المانحة وبالرغم من صعوبة التعاون الذي اعرفه جيدا” مع المانحين فقط استطاعوا أن يثبتوا جدارتهم ومناقبيتهم في العمل”.
وتابع: “نحن في اتحاد بلديات الضنية انجزنا خطة استراتيجية لانماء المنطقة والتي صدر عنها ضرورة تنفيذ 193 مشروع لانماء منطقة الضنية وتم تصنيفها الافقر في لبنان. سنة 2012 كانت نسبة الفقر 68,5% يعيشون تحت خط الفقر في لبنان. اليوم وبعد وجود النزوح السوري عندنا في المنطقة وبحسب دراسات الامم المتحدة اصبحت النسبة 85،3% يعيشون تحت خط الفقر وهي نسبة يندى لها الجبين. والـUNHCR شركاؤنا في هذا الموضوع اعتمدوا خطة لائحة الـ251 وعملوا على اساسها وهذه الخطة تغيرت مرات عدة وهم لا زالوا يعتمدونها.”
وبعد أن عرض لمشاكل الصرف الصحي في الضنية ورشعين زغرتا أسف سعدية انه “في عام 2004 شارك في احتفال في الشوف بتدشين آخر محطة لتكرير المياه المبتذلة فيما نحن في الـ 2017 لا زلنا نعمل على انجاز الضروريات. ومنطقتنا التي تعتمد على الزراعة والسياحة كمصدرين اساسيين للرزق، هذان القطاعان اليوم في أزمة “.
وختم سعدية قائلا: “ان علاقتنا بك استاذ ميشال علاقة خاصة ويكفي انك ابن الشخص الذي قدم دمه قربانا على مذبح ليحيا الوطن.”
ومن ثم كانت كلمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوضالاستاذ ميشال معوض ومما جاء فيها: “أنا سعيد جدا” لأنني موجود بينكم اليوم في هذه المنطقة التي تربطنا بها علاقات تاريخية، وعلاقات مبنية على المحبة والعطاء والوفاء، هذه المنطقة التي كانت عزيزة على قلب الرئيس رينه معوض، وبقيت في ضمير مؤسستنا، مؤسسة رينه معوض.
من المستوصف الجوال، الى تقديم شاحنة لجمع النفايات للبلدية، الى المساهمة بانشاء مركز رياضي بالشراكة مع CHF وبتمويل من الوكالة الاميركية للتنمية USAID، الى تنظيم دورات للتوعية والارشاد بشكل دائم، اضافة الى العديد من المشاريع الانمائية التي نفذناها من المنية الى جرد الضنية، بقيت الضنية وسير بشكل أخّص في صلب اهتمامات المؤسسة وبقينا سوية، بالسراء والضرّاء.
مجتمعين اليوم لنحتفل بانجاز خط للصرف الصحي بمنطقة الشقعة في سير بطول 438 متر، والذي نفذته مؤسسة رينه معوض بالتعاون مع بلدية سير ومصلحة مياه لبنان الشمالي وبتمويل من مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئينUNHCR.
هذا المشروع هو استكمال لمشروع منفذ سنة 2015 على مرحلتين:
700 متر نفذتهم البلدية و350 متر نفذتهم مؤسسة رينه معوض بالشراكة مع المؤسسة الايطالية CISP وأيضا” بتمويل من مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين UNHCR.
ما يعني أنه من سنة ال 2015 الى اليوم تمّ تنفيذ حوالي ال 1500 متر الذين كانوا ضرورة لربط شبكة الصرف الصحي التابعة لسير بالشبكة الرئيسية، ولرفع ضرر الصرف الصحي لبلديتي بقرصونا وبقاعصفرين عن نهر سير من خلال وصلها على الشبكة المنفذّة.
1500 متر لا يكلفوا ملايين الدولارات، انما في الوقت نفسه حققوا تغييرا جذريا وحقيقيا في حياة الناس في سير.
وسير ليست بضيعة صغيرة. سير بلدة يعيش فيها حوالي ال 10500 شخصا” اضافة الى 6 الاف نازح سوري.
كل هؤلاء كانوا يدفعون ثمن المجارير الفالتة من حولهم مع ما بتسببه ذلك من روائح وجراثيم وأمراض وتلوث للبيئة وتلوث لمياه الرّي (بنسبة 70 بالمئة بحسب الفحوصات التي اجريت)، في منطقة مدخولها الأساسي من الزراعة…
وحلّ كل هذه المشكلة كان بحاجة فقط الى خط للصرف الصحي بطول 1500 متر.
هذا المثل الحي الذي هو ليس باستثناء، بل حالة من الحرمان المعمّمة على معظم مدننا وبلداتنا وقرانا، وفي كل المناطق اللبنانية، هذا المثل يؤكد أن النظام المركزي فشل في تأمين الانماء وانه حان الوقت لتفعيل اللامركزية لأن الانماء الفعلي لا ينطلق الاّ عبر تفعيل البلديات والسلطات المحلية كما هو الحال في كل الدول المتطورة في العالم.
والمشروع الذي نفتتحه اليوم، يجسّد هذه الشراكة الناجحة بين السلطات المحلية من جهة،
أي البلديات التي تعرف أن تحدد حاجات مجتمعاتها، وبين المؤسسات الدولية المانحة من جهة ثانية الممثلة اليوم بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئينUNCHR التي نحن دائما بحاجة الى دعمها في ظل النقص بالقدرات، وبين من جهة ثالثة المؤسسات غير الحكومية مثل مؤسسة رينه معوض التي لديها القدرة وصارلديها خبرة واسعة بتنفيذ هكذا نوع من المشاريع.
نحن كمؤسسة رينه معوض نعتبر ان الانسان وحريته وكرامته وبقاؤه بأرضه هم في ألأساس رسالتنا ونعدكم بأننا لن نوفر جهدا” ، بمساندة شركاءنا الدوليين، لنؤمن حياة كريمة للمواطنين وتيبقى اللبناني بأرضو.
في الختام اسمحوا لي أن اشكرUNCHR الممثلة بيننا اليوم بالاستاذ ايلي هلال
وأود أن أشكر أيضا” بلدية سير رئيسا” وأعضاء، وهذا ليس أول مشروع ننفذه سوية
وأشكر فريق عمل مؤسسة رينه معوض الذي يثبت يوما بعد يوم مدى حرفيته وكفاءته وقدرته على تحمل المسؤولية. والى اللقاء مع مزيد من المشاريع ومن الانماء.”
وفي الختام قدم رئيس بلدية سير درعا تكريميا للرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض الاستاذ ميشال معوض ودرعا تكريميا آخر لمؤسسة رينه معوض.